النقرس هو حالة طبية مزمنة تسببها زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم والتي تؤدي إلى ترسب بلورات اليورات في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مما يسبب ألمًا حادًا وتورمًا واحمرارًا في المفصل المصاب، ويمكن أن تصاحبه حمى وصعوبة في الحركة.
ويعد المرض شائعًا جدًا بين الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 40 عامًا، ويزداد احتمال الإصابة به بشكل أكبر في حال وجود تاريخ عائلي للمرض، وكذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
Table of Contents
اسباب النقرس
تتمثل الأسباب الرئيسية للمرض في تراكم حمض اليوريك في الدم بشكل زائد، وذلك لعدة أسباب منها تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل اللحوم الحمراء والأسماك والكبد والكلى، وكذلك شرب المشروبات الكحولية بكميات كبيرة، والإصابة بأمراض الكلى والكبد التي تؤثر على إزالة حمض اليوريك من الجسم.
هل النقرس وراثي
نعم، يُعد المرض له علاقة بالوراثة. يمكن أن تكون العوامل الوراثية لها دور في زيادة احتمالية الإصابة به إذا كان أحد أفراد العائلة قد عانى منه فإن احتمالية الإصابة بهذا المرض تزداد بشكل كبير. ومع ذلك، فإن الوراثة ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على المرض، فالعوامل البيئية ونمط الحياة يمكن أن تلعب أيضًا دورًا مهمًا في تطور المرض.
أعراض النقرس
تشمل الأعراض الشائعة تورمًا وألمًا حادًا في المفاصل المصابة، وخصوصًا في الأصابع والقدمين والركبتين والمعصمين، ويمكن أن تزداد الأعراض خلال الليل أو الصباح الباكر، وتترافق الأعراض أحيانًا مع ارتفاع في درجة الحرارة والصداع والتعرق.
اقرأ أيضا: فقر الدم المنجلي (الانيميا المنجلية) أعراضها وعلاجها ونصائح للتعايش معها
تشخيص النقرس
يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات السريرية المرتبطة بهذا المرض، بالإضافة إلى نتائج بعض الفحوصات الطبية. ومن أهم هذه الفحوصات:
1. تحليل حمض اليوريك (Serum Uric Acid test):
يقوم اختبار حمض اليوريك بقياس مستوى حمض اليوريك في الدم. وهو أحد الاختبارات الأساسية لتشخيص النَقرس ومراقبة المرضى الذين يعانون منه. وعادة ما يكون المستوى الطبيعي لحمض اليوريك في الدم هو 3-7.2 ملغ/دل، ومستوى يزيد عن 7.2 ملغ/دل يعتبر مرتفعاً.
2. تحليل الكرياتينين (Creatinine test):
يستخدم هذا الاختبار لقياس كمية الكرياتينين في الدم. وهو يعكس كيفية عمل الكلى. وحيث أن النقرسْ يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى، فإن هذا الاختبار يساعد في تقييم صحة الكلى. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من النقرس إجراء هذا الاختبار بانتظام.
3. تحليل البروتين المتفاعل (C-reactive protein test):
هذا التحليل يستخدم لتقييم مدى الالتهاب الناجم عن النقرسْ، ويعد من الطرق الفعالة للتشخيص.
4. تحليل عدد الكريات الحمراء في الدم (Complete blood count):
يستخدم هذا الاختبار لقياس عدد الكريات الحمراء في الدم، وهو يساعد في تشخيص النقرسْ وفي تقييم صحة الجهاز المناعي للمريض.
5- صورة الأشعة السينية:
تستخدم لتقييم تداعيات النَقرسْ على المفاصل والعظام.
6- السونار:
يمكن استخدام السونار للكشف عن ترسبات حمض اليوريك في المفاصل.
7- الخزعة (biopsy):
يتم تحليل عينة من سائل المفصل لتحديد وجود حمض اليوريك فيه.
بعد إجراء هذه الفحوصات، يقوم الطبيب بتحديد التشخيص وتقديم العلاج المناسب للمريض.
اقرأ أيضا: سرطان القولون والمستقيم أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية
علاج النقرس
يعد النقرسْ من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مستمر لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة، تعتمد علاجات النقرسْ على تخفيف الألم والتورم في المفاصل المصابة، وتقليل النوبات المتكررة للنقرسْ، وتشمل الجوانب العلاجية التالية:
1. العلاج الدوائي:
– مسكنات الألم: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والتورم الناجم عن نوبة النقرسْ.
– مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل النابروكسين والإيبوبروفين، وهي تساعد على تخفيف الألم والتورم وتقليل الالتهاب.
– الكولشيسين: يُستخدم للحد من التهابات النقرسْ وتخفيف الأعراض الحادة. ومع ذلك، قد يكون للكولشيسين آثار جانبية، لذا ينبغي استخدامه تحت إشراف طبيب.
– مثبطات أوكسيديز الزانثين (Xanthine Oxidase Inhibitors): مثل الألوبيورينول تساعد في خفض مستويات حمض اليوريك في الدم عن طريق تثبيط إنتاجه. قد يحتاج الشخص إلى استخدام هذه الأدوية بشكل منتظم للسيطرة على النقرس.
– مثبطات إنزيم توصيل اليوريك (Uricosuric Agents): مثل بروبينيسيد وبنزبرومارون، تزيد من إزالة حمض اليوريك من الجسم عن طريق تحفيز إفرازه عن طريق الكلى.
2. تغيير نمط الحياة:
-يوصى بتقليل تناول البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والأسماك الدهنية والدواجن، والتركيز على تناول البروتينات النباتية مثل الفاصوليا والعدس والأسماك الصغيرة.
– تناول كميات كافية من الماء للمساعدة في تخليص الجسم من اليوريك.
– تجنب تناول الكحول والمشروبات الغازية والمأكولات السريعة والوجبات المعلبة والأطعمة المالحة.
– تناول كميات كافية من الخضراوات والفواكه، وخاصة الأغنام المحتوية على فيتامين سي، حيث يعمل هذا الفيتامين على خفض مستوى حمض اليوريك في الدم.
– تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والحليب والمنتجات الألبانية الخالية من الدسم.
النَقرس هو مرض مزمن يتطلب رعاية صحية مستمرة وتغييرات في نمط الحياة. عند اتباع نظام غذائي صحي واتخاذ الأدوية المناسبة وإجراء الفحوصات ومراجعة الطبيب بانتظام، يمكن للأشخاص الذين يعانون من النقرسْ التحكم في حالتهم والعيش بصورة صحية ومريحة.
اقرأ أيضا: كل ما تريد معرفته عن فيتامين د (فيتامين الشمس)
النقرس الكاذب
النقرسْ الكاذب هو حالة طبية تشبه أعراض النْقرس الحقيقي، ولكنها تحدث بسبب ترسب بلورات معدنية مختلفة في المفاصل بدلاً من ترسب بلورات حمض اليوريك كما في النقرسْ الحقيقي.
عادةً، ينتج النْقرس الكاذب عن ترسب بلورات الكالسيوم داخل المفاصل، وهذا يؤدي إلى التهاب المفاصل وأعراض مشابهة للنقرس. وتشمل هذه الأعراض الألم الحاد، والتورم، والاحمرار في المفاصل المصابة، ويمكن أن تؤثر على المفاصل في أي جزء من الجسم.
أسباب النْقرس الكاذب قد تشمل تغيرات في مستويات الكالسيوم والفوسفات في الجسم، وعوامل وراثية، واضطرابات في عملية تمثيل البروتين.
تشخيص النقرسْ الكاذب يتطلب فحصاً طبياً مع تحليل سائل المفصل المتضمن أخذ عينة من المفصل الملتهب لفحص ترسب البلورات وتحديد نوعها.
يتم علاج النَقرس الكاذب عادةً عن طريق تخفيف الأعراض والسيطرة على التهاب المفاصل. يمكن استخدام المسكنات و مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء عملية استخراج سائل المفصل لتخفيف الضغط وتقليل الأعراض.
اقرأ أيضا: مرض السكري أنواعه ومضاعفاته والتحاليل الخاصة به
طرق الوقاية
يمكن الوقاية أو تخفيف خطر الإصابة أو تقليل حدة المرض من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة:
- التغذية السليمة: تجنب الأطعمة الغنية بالببتيدات والمشتقات اللحومية الثقيلة والبحرية، مثل الأحشاء والكبد والسمك الدهني، كما يُفضل تقليل تناول الكحول والمشروبات الغازية السكرية.
- شرب الماء بكميات كافية: الحفاظ على ترطيب جيد للجسم يساعد في تخفيف تركيز حمض اليوريك في الدم.
- التقليل من الوزن الزائد: البدانة قد تزيد من احتمالات الإصابة بالنقرسْ، لذا يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي.
- تجنب الصوديوم: تقليل تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم، مثل الوجبات الجاهزة والمعلبات، حيث يمكن أن يزيد ارتفاع مستويات الصوديوم من خطر النقرسْ.
- تناول الكرز: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول الكرز قد يقلل من نوبات النْقرس، حيث يُعتقد أنه يساعد في خفض مستويات حمض اليوريك في الجسم.
- مراجعة الطبيب بانتظام: إذا كنت تعاني من أعراض النْقرس أو كنت تعاني من ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، فمن الضروري مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
للاستفسارات بخصوص التحاليل الطبية أو لحجز موعد لإجراء التحاليل تواصل معنا
المراجع
https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/gout/symptoms-causes/syc-20372897
https://www.cdc.gov/arthritis/basics/gout.html